سبحان الله .. اليوم كلٌّ منَّـا لايغيب عنه
مايراه من تغيرات في هذا الكون الواسع
من عمرانٍ وسلام وأمانٍ ودمارٍ وأحداثٍ تشيـبُ منها رؤوس الأنام ..
وتلك سنَّة الله في خلقه أن كل شيء يتغير ولا يسكنْ !!
ليل فنهار.. شمسٌ فأقمار .. كبار فصغار .. حياةٌ فممات !!
***
اليوم نجد الكثير مِنْ مَن يتذمَّر من واقع حاله، فيعمدُ للتغيير ..
لا احتياجًا .. ولا اضطرارًا .. فياسبحان الله!!
يوم أن يغدو عند العبد معنى التغيير هو تغيير ماحولنا في الكون ..
ليزيد البهجة والأنس عنده .. ويتوهم بالتغيير الشكلي لا الجذري ..
ولا يعي للفظة "التغيير التي هي تعني:
إحداث زلزلة وجلجلة .. بل بتر واستئصال عضو بات يفسد مايجاوره ..
فلزم هنا .. استبداله بعضوٍ مثله طيبٍ وتثبيته بعمق وتفقده في كل وقت ..
ذلك العضو .. هو مايُقيم هذه النفس ..
وترتكز عليه لتسمو للعلياء
لتصل لعنان السماء .. ولتسجد تحت العرش يوم قبضها ..
ولا سبيل لوصولها إلا بالاستجابة لما يقول ربِّها:
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }.
[الأنفال:24].
يقول ابن القيم كما في الفوائد:
"تضمنت هذه الآية أمورًا : أحدها أن الحياة النافعة إنما تحصل
بالاستجابة لله ورسوله، فمن لم تحصل له هذه الاستجابة
فلا حياة له وإن كان له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات،
فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا،
فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛
ولهذا كان أكمل الناس حياة؛
أكملهم استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم،
فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة، فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة،
وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول" ...
؛؛؛؛؛؛
اليوم منَّـا مَن يستعدُّ لتكميل التحسينيات
لا كونها من الضرورات أو الحاجيات ..!!
- فهناك ضيفٌ قادمٌ في القريب
والضيف الذي معنا بات من أهل البيت فهو عتيق- !!
قـــلَّة مَن يعلمون بحقِّ هذه الأيام .. التي تنبيء عن انقضاء عمرٍ لهذه النفس
- فلاتعلم هل سيتم لها القبول - !؟
أم أنَّها ستُلْحد .. وتوارى بلا أجور !!
***
عجيب أننا نعطي أنفسنا آمالًا لبلوغ يوم العيد ..
حقًـا هو شيءٌ جميل؛
لكن الأجمل أن نفكِّر هل سنثبت يوم الوعيد ..!؟
***
قليلٌ هم الذين يسْألون أنفسهم أو يُسائلونها ..
تُرى ما حالك يانفس مع بارئك؟
هل انْـقَدْتِ له حتى تنقاد لك الأسباب؟
وهل فارقتِ الأهواء والشهوات لبلوغ أعلى الدرجات؟
هل نظرتِ إلى الدنيا نظر من علم حقيقتها فبات يستحقرها ؟
ونظر من أيقن أنه سيفارقها فكان صامدًا فيها ؟
هل سعيت يانفس لإصلاح الحال ليصلح منها الأحوال؟
***
إنَّ التغيير يبدأ من النفس سواء بالارتقاء والارتفاع إلى أعلى،
أو بالانتكاس والهبوط إلى أسفل..
إنَّ المسلمين في قرون قد بلغوا القمم، وفي أخرى هبطوا إلى القيعان والحفر،
وكانوا في الحالين مرهونين بمدى تمسكهم بكتاب ربهم
وسنة نبِّــيه صلى الله عليه وسلم ..
***
يقول سبحانه:
" وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن
" وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن
يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
[الأنفال:26]
قال قتادة كما عند ابن كثير:
"كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلاً، وأشقاه عيشًا، وأجوعه بطونًا، وأعراه جلودًا، وأبينه ضلالاً، من عاش منهم عاش شقيًا، ومن مات منهم ردي في النار، يؤكلون ولا يأكلون، واللّه ما نعلم قبيلاً من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشر منزلاً منهم، حتى جاء اللّه بالإسلام، فمكّن به في البلاد، ووسع به في الرزق، وجعلهم به ملوكًا على رقاب الناس، وبالإسلام أعطى اللّه ما رأيتم،
فاشكروا اللّه على نعمه، فإن ربكم منعم يحب الشكر،
وأهل الشكر في مزيد من اللّه"..
***
وفي تعقيب القرآن على غزوة حنين:
{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ
الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}
[التوبة:25].
قال الإمام الشوكاني رحمه الله:
"قال بعضهم: لن نغلب اليوم من قلة، فوُكِــلوا إلى هذه الكلمة فلم تغن الكثرة
عنهم شيئاً، بل انهزموا" ..
لكن لما وقفوا على العلَّـة وعرفوا مكمن الخلل أنزل الله سكينته عليهم
وجاءهم نصر الله لما غيروا ما كان أصابهم من إعجاب بكثرتهم.
***
"إنَّ النفس لا تنتصر في المعركة الحربيِّـــة
إلا حين تنتصر
في المعارك القلبية الشعورية " ...
!!!!!!
ربِّ انصرنا على الذي يرانا هو وقبيله من حيث لانراهم
وعلى من باتت بين الأضلاع تنصاع للشهوات
وعلى الهوى الذي أهوى من بات ءآمنًا من مكر الله
اللهم آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
\
\
~ بنت آل علي~
حرر في1434/9/17ه
من شهر رمضان
حرر في1434/9/17ه
من شهر رمضان
0 التعليقات:
إرسال تعليق