الصفحات

لتتفقَّد هذا.. ياقاصد السَّلامة..!!

الحمدلله ماعظَّمه معُظِّم، وسار إليه راغبٌ متعلِّمٌ ..
وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله ربُّه بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، 
فبلَّغ رسالته وأدَّاها، وأسلم أمانته وأبداها ..
أمَّــا بعد:
فلم يزل العلم إرثًا جليلًا، تتعاقب عليه الأماثل جيلًا جيلًا،
ليس لطلَّب المعالي همٌّ سواه، ولا رغبة لهم في مطلوبٍ عداه، وكيف لا ؟! 
وبه تُنال سعادة الدَّارين، وطيب العيشين..
~~*~~
والعلم يدخلُ قلبَ كلِّ موفَّقٍ
من غير بوَّابٍ ولا استئذانِ
ويّردُّه المحرومُ من خذلانه
لاتُشــــقــنا اللَّهمَّ بالحرمانِ

~~*~~
~ أيُّها المؤمنون ~
يجمُّل الحديث عن تعظيم العلم؛ ذلك أنَّ حظَّ العبد من العلم موقوفٌ
على حظِّ قلبه من تعظيمه وإجلاله، فمن امتلأ قلبه 
بتعظيم العلم وإجلاله صلُح أن يكون محلًّا له ،
وبقدر نقصان هيبة العلم في القلب، ينقص حظُّ العبد منه،
حتى يكون من القلوب قلبٍّ ليس فيه شيءٌ من العلم.

~~*~~
وأعون شيء على الوصول إلى إعظام العلم وإجلاله:
معرفةُ معاقد تعظيمه، وهي الأصول الجامعة المحقِّــقَةُ لعظمة العلم في القلب،
فمن أخذ بها كان مُعظًّمًا للعلم مُجلَّا له،
ومن ضيَّعها فلنفسه أضاع، ولهواه أطاع،
فلا يلومنَّ –إن فتر عنه- إلا نفسه، 
(يداك أوْكتَا وفوك نفخ)، 
ومن لايكرم العلمَ لايُكرمه العلمُ.
~~*~~

كانت هذه الكلمات منتقاة من مقدمة لشيخنا الفاضل:
صالح بن عبدالله العصيمي
-حفظه الله-
من كتاب مقررات برنامج مهمات العلم 
ذكر في هذا الكتاب .. كتبًا وكان أن ابتدأ 
بأول كتاب في البرنامج وهو:
كتاب " تعظيم العلم "
أتى فيه على عشرينَ معْــقِـدًا، يُعظَّم بها العلم
للتبصرةِ والتذكير .. وقال:
" فأشهد قلبك ياطالب العلم على هذه المعاقد،
وتدبَّر منقولها ومعقولها،
واستنبط منطوقها ومفهومها،
فالمباني خزائن المعاني" !!
~~*~~
وليُعلم أنَّه من رُزقَ قراءة معاقد التعظيم للعلم
مظهِرًا لربِّه الحاجة والافتقار إلى كرمه
مستوطنًا بقلبه الرغبة والإخلاص أن يصل لها؛
نال منها الحظِّ الأعظم
- نسأل الله من فضله-
~~*~~

ومن منطلق "حبَّ لأخيك ماتحبُّه لنفسك"
شرعتُ في عرض هذه المعاقد
ونقل مايبرز من عبارات تحتها ..
نفعني الله والجميع إلى نيل معاقد تعظيم
علم العلي العظيم ..
~ آمين ~
~~*~~

معاقد تعظيم العلم
~~

أولها:

تطهير وعاء العلم "القلب"

العلم جوهرٌ لطيفٌ، لايصلُ إلا للقلب النَّظيف!!
فإذا كنت تستحي من نظر مخلوقٍ مثلك إلى وسخ ثوبك،
فاستحي من نظر الله إلى قلبك، وفيه إحنٌ وبلايا،
وذنوبٌ وخطايا.
~~*~~

ثانيها:

إخلاص النيَّة فيه

" وينبغي لقاصد السَّلامة أن يتفقد هذا الأصل في أموره كلِّها، دقيقها وجليلها، سرِّها وعلنِها"

~~*~~

ثالثها:

جمع همَّة النفس عليه

" فكن رجلًا رِجْلُه على الثَّرى ثابتة، وهامةُ همته فوق
الثُّريَّا سامقة،
ولاتكن شابَّ البدن أشيبَ الهِمَّة؛ فإنَّ همَّة الصَّادق لا تشيب" !!

~~*~~

رابعها:

صرف الهِمَّة فيه إلى علم القرآن والسنُّة

"إنَّ كل علمٍ نافعٍ مردُّه إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وباقي العلوم: إمَّا خادمٌ لهما؛
فيؤخذ منه ماتحقق به الخدمة، أو أجنبيٌّ عنهما؛
فلا يضُرُّ الجهل به "

~~*~~

خامسها:

سلوك الجادَّة الموصلة إليه

"الجهل بالطريق وآفاتها والمقصود، يوجب التعب الكثير
مع الفائدة القليلة" 
~~*~~

سادسها:

رعاية فنونه في الأخذ، وتقديم الأهمِّ فالمهمِّ

سئل مالك بن أنسٍ عن طلب العلم، فقال: "حسنٌ جميلٌ،
ولكنٍ انظرِ الذي يلزمك من حين تصبحُ إلى حينِ تمسي فالزمه" ..

~~*~~

سابعها:

المبادرة إلى تحصيله، واغتنام سِنِّ الصِّبا والشَّباب

"فقوَّة بقاء العلم في الصِّغر، كقوَّة بقاء النَّقش في الحجر، 
فمن اغتنم شبابه نال إرْبهَ، وحَمِد عند مشيبه سُراه"..

~~*~~

ثامنها:

زوم التَّأني في طلبه، وترك العجلة

"فإنَّ تحصيل العلم لايكون جملةً واحدةً؛ إذ القلب يضعف 
عن ذلك؛ وإنَّ للعلم فيه ثِقَلًا كثقل الحجر 
في يد حامله .. "

~~*~~

تاسعها:

الصبر في العلم تحمُلًا وأداءً

" لايُستطاع العلم براحة الجسم "

ولابد دون الشَّهد من سُـمِّ لَسْعَةٍ

فبالصبر يخرج من معرَّة الجهل ..

~~*~~

عاشرها:

ملازمة آداب العلم

"وإنَّما يصلُح للعلم من تأدَّبَ بآدابه في نفسه ودرسه،
ومع شيخه وقرينه" ..

~~*~~

الحادي عشر:

صيانة العلم عمَّا يشين، ممَّا يُخالف المروءة ويخرِمها

ومن أخلَّ بمروءته وهو ينتسب إلى العلم،
فقد افتضح عند الخاصِّ والعامِّ، ولم يَنْل من
شرف العلم إلا الحطام"

~~*~~

الثاني عشر:

انتخاب الصُّحبة الصالحة له

"فانتخب صديق الفضيلةَ زميلًا؛ فإنَّك تُعرفْ به"..

~~*~~

الثالث عشر:

بذل الجهد في تحفُّظ العلم، والمذاكرة به، والسُّؤال عنه

" وهذه المعاني الثلاثة للعلم: بمنزلة الغرس للشجر
وسقيه وتنميته بما يحفظ قوَّته ويدفع آفته،
فالحفظ غرس العلم، والمذاكرة سقيه،
والسؤال تنميته"..

~~*~~

الرابع عشر:

إكرام أهل العلم وتوقيرهم

" لأنهم آباء الرُّوح"

~~*~~

الخامس عشر:

ردُّ مُشْكلِهِ إلى أهله

"فالمُعظِّم للعلم يُعوِّل على دهاقنته والجهابذة من أهله
لحلِّ مشكلاته، ولا يُعَرِّض نفسه لما لاتطيق.."

~~*~~

السادس عشر:

توقير مجالس العلم، وإجلال أوعيته

"فعلى طالب العلم أن يعرِف لمجالس العلم حقَّها، فيجلس
فيها جِلسة الأدب.."

~~*~~

السابع عشر:

الذَّب عن العلم، والَّود عن حياضه

"والمرشَّح لذلك هم العلماء لا الدهماء، مع لزوم الأدب
وترك الجور والظُّلم"..

~~*~~

الثامن عشر:

التحفظ في مسألة العلم

"اذهب فتعلَّم كيف تسأل، ثم تعال فسلْ"..

~~*~~

التاسع عشر:

شغفُ القلب بالعلم وغلبتُه عليه

"ومتى عُمِر القلب بلذَّة العلم؛ سقطت لذَّات العادات، 
وذهلت النفس عنها.."

~~*~~

العشرون:

حفظ الوقت في العلم
"إذا كان العلم أشرفَ مطلوبٍ، والعمر يُطوى كجليدٍ يذوب، 
فعين العقل حفظ الوقت فيه ..

\

إليكم المادة الصوتية لها من:


ومن هنا رابط
الكتاب


اللهم إنَّا نسألك
علمًا في المهمات ومُهِمًا في المعلومات
\
\

0 التعليقات:

.

.

من درر سلفنا الصالح

قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .

لمراسلتنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية