الصفحات

خاطرة لحـجِّ عام .. 1434هـ *~*

بسم الله الرحمن الرحيم

وسلام على الصَّـحب الكرام

ومباركٌ لكل حاجٍ وحاجَّة منكم

ماتمَّ له من حجِّـه .. وعاد منه مغفور الذنب كالوالدان ..

***

ربِّ لك الحمد أن شرَعْـتَ لنا فريضة الحج ..

وجعلتَ لها من خلقك من يوفَّـق لها ..

وسبحانك حين تتقبَّــل حُجاجَك ..

وتباهي بهم من شرُف من مخلوقاتك ..

***

أيَــا إخوتي :

إنَّ لموسم الحجِّ لحظات وأيُّ لحظات ..

قبل قدومه يكون القلب في اشتياق ..

وبعد انتهاءه يظل الحاجُّ متعلِّــقًــا بذكراه ..

من خروجٍ لــِمـنىً مستوطنَـا للخيام ..

ونهوضٍ للسير لعرفات ليُتممَّ عظيم الأركان ..

فمبيتٌ بمزدلفة .. وكأنَّ من فيها لم يواكب التمدُّنِ والحضارات ..

فيبيت فيها وكأنَّه لا أهل له ولا قرار ..

يفترشُ الأرض ويلتحفُ السماء ..

والذلَّ والخضوع والإنكسار حالٌّ به للواحد القهَّار ..

***

ثمَّ تأتي ساعة الإنطلاق لإكمال باقي الأركان والواجبات ..

وماأشدَّها من لحظات .. لحظات

قد يفقد الحاجِّ فيها كل ماقام به من قُـربات وطاعات ..!؟

فيتلبَّـسه الجدال والفسوق والرفث في الحج ..

وأمور هو منها في غِـنًى لو أحكم أمر هذه النفس ..

التي تتعايش في لحظات رخائه وشدته

وتنتابها العوارضَ فيه قاطبة

فترى من الاستعداد والتأهُّـب ماترى ..

والتسارع في الاستجابة لكل نداء .. ويحلُّ عليها كل إعسار ..

ومن طول الانتظار الكثير والكثير ..

كما الحشر ليوم الحساب ..

ومن التنافس بين الحجَّـاج ماهو كتذكار كالتنافس بين العُـبَّاد ..

فتزيد الهمم لبلوغ الدرجات ..

فتمـرُّ النفس في كل الأحوال متنقِّلة

وكأنَّـها في أمور الأخرة لكن .. بصورة مصغَّـرة ..!!

***

حقًّــا .. ماأعظم هذا الركـن ..

ركــنٌ تتربَّى فيه كل نفس في أيامه القلائل ..

ما قد حُـرِمته في سنواتٍ أجادب ..

فيكون للحاجِّ في أيامه هذه وقفات تفكُّـرٍ قد تحي منه قلـبًا

بات في المفاوز والقِـفار حيْـران هائم ..

***

أيــا إخوةً قد سرتمُ للحج رِجالًا وركبانًــا ..

فلتسلُـوا الجواد الكريم أن يكتب قلوبكم في الحجيج !!

فأيُّـما نفس حجَّتْ بلا قلبٍ حـاجٍّ ..

فلْـيسلُ صاحبُـها ربًّــه أن يتقبَّـل

منه ماسلف من حُـجوج ..

فالقلب متى ماحجَّ كُـتِـب لهذه النفس الحجَّ !!

والعكس بالعكس ..


قلبٌ حاج = حـجٌ تام


***


أسأل الله تعالى أن يتقبَّـلنا فيمن عنده

ويجعل حجَّـنا مبرورًا

والسعيَ له كان مشكورًا

وأن يكتُـبنا كمن خرج من بطون الأمهات مولودًا ..

آمين ...

\
\
~ بنت آل علي ~ 
حرر في 15/ 12/ 1434ه 
من شهر ذي الحِجَّة


إقرأ المزيد. bloggeradsenseo

اللهم بلغنا العجَّ واالثجَّ ..!!

اللهم بلغنا العجَّ واالثجَّ ..!!
....................
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد ..
كلمات نطلقها .. نرددها .. نستسقي منها عبق زمن سلفنا
من عهد النبوَّة .. لعهد من سلف من أهل عصرنا ..
في أيام عشرنا من ذي الحجة ..
هذه الأيام التي نعيش لحظاتها .. من كل عام ..
ونتذكر من كان معنا .. فواراه التراب ..
............
هذه الأيام ترتسم علينا علامات الفرح رضًا ورجاءً ..
وشكـــرًا وحمدًا لمن بلغنا الدخول للعشر ونسأله أن نبلغ معها العجَّ والثجَّ
~ آمين ~
هذه الأيام فيها العباد أنواع فمنهم
القائم بالأسحار ..
ومنهم المنفِـق المُتصدِّق من كرائم الأموال ..
ومنهم الواصل لذوي الأرحام ..
ومنهم الذابح للأضاحي تقــرُّبًـا للغفران ..
ومنهم المـُوفَّق الملازم لمجالس الذكر لينل أشرف العبادات ..
فطوبى لمن رُزقوا من التقوى في سائر الأعمال ..
وباتوا لربهم سُجَّـدا في المحراب ..
وكانت الخشية فيهم لزيمة السِّر منهم والإعلان
هذه مواسم الطاعات أقبلت .. وهي للخشية منَّـا أزفتْ
فارحم اللهم عبادًا لك يرجون المغفرة
واكتبنا وإياهم من أهل هذه العشر المباركة
والتوفيق لنيل فضل يـوم عرفة ..
واعف عنَّـا اللهم واجعلنا نعود كيوم أن وُلدنــــا ..
اللهم آمين
~ بنت آل علي~
حرر في 6/12/1434هـ
من شهر الله ذي الحِجَّة


إقرأ المزيد. bloggeradsenseo

يكثر حديثنا عنه .. لكن ليس كل أحد يقدِر عليه ..**




بسم الله الرحمن الرحيم

تكثر في أوقاتنا المحاضرات عن الحج وتقام

وهذا أمر محمود من حيث الجملة،

لكن محال أن يحج الناس كلهم ..

***

لذا .. ليس مما ينبغي أن يُـربى عليه الناس

هو: أين يكون جسدك؟

أفي عرفات أو في غيرها ؟


كلا ..


إنما الذي ينبغي عليه أن نربي عليه

أنفسنا هو:

أين يكون قلبنا ؟؟


فليس كل أحد يقدِر على أن يحج

والبعض حجَّ أعواماً ..


فما يعنينا في هذا المقام

ونحن في بيت من بيوت الله

ألا نكون أسرى أعلانات،

ولا أسرى محاضرات، ولا أسرى خطباء،

ولا يكون الخطيب والمحاضر

أسرى تنظيماً لمحاضرة.

*~~~~*

وإنما نكون جميعاً عبيداً لله،

فالأصل المهم العظيم أين يكون قلبك في أي مكان كنت ؟

*~~~~*


كان يوسف -عليه الصلاة والسلام -

أبناً مُدللاً عند أبيه

وقلبه معلقاً بالله.


ثم أضحى يوسف أسيراً في بئر مهجورة

لا يستطيع أن يرقى إلى أعلاها، تغير الحال

ولم يتغير القلب.

ثم أضحى يوسف يُباع بدراهم معدودة،

بثمن بخس ويتناوله

الباعة والمشترون

وقلبه معلقاً بالله .

*~~~~*

ثم نظر في أروقة القصور وأكرمته امرأة العزيز

لشيء في نفسها،

وبقي يوسف قلبه معلقاً بالله .


أُخرج يوسف من القصور إلى السجن

فبقي قلبه معلقاً بالله.


أخرج يوسف من السجن إلى كرسي الوزارة

وبقي قلبه معلقاً بالله.


قدم إليه أخوته من أرض كنعان يعتذرون إليه

وبقي قلب يوسف معلقاً بالله .

*~~~~*


فما أثنى الله على يوسف لأنه سُجن،

فكم في السجن من مظلوم ؟

وما أثنى الله على يوسف لأنه أضحى وزيراً،

فكم من خلائق الله من نالوا كرسي الوزارة .

وما أثنى الله على يوسف لأن أخوته ظلموه،

فكم من أسرة يظلم فيها أحدهم .

*~~~~*

بل أثنى الله في نهاية المطاف

وقبله وبعده على يوسف

- عليه الصلاة والسلام -

على أنه في سنيّ حياته كلها كان

قلبه معلقاً بالله

بصرف النظر أين كان جسده

-عليه الصلاة والسلام - .

**************

وهذا الذي ينبغي أن يُـربي الإنسان عليه،

ويعرف قدره وأن المثوبة تكون على قدر قلبك .

وربما رجلٌ في عرفات واقف يراد أن يقال له "حجَّ فلان"،

وآخر مقعداً في بيته عاكفاً على عبادة ربه

بقلبه قبل لسانه،

فهذا الأخير له عند الله ما عنده من الكرامة،

والأول – عياذاً بالله – له من الله ما له من النقمة .

فهذا الذي ينبغي أن يُـربي الإنسان عليه نفسه :

أين قلبك؟

في أي محفل تكون ؟؟

ولهذا قال البشير النذير

- صلى الله عليه وسلم

لمن وصاه :

(اتق الله حيثما كنت). 

*~~~~*

(منقول بتصرف)

من محاضرة:

"التشويق إلى الييت العتيق "


\..


..\
إقرأ المزيد. bloggeradsenseo

.

.

من درر سلفنا الصالح

قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .

لمراسلتنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية