بسم الله الرحمن الرحيم
وسلام على الصَّـحب الكرام
ومباركٌ لكل حاجٍ وحاجَّة منكم
ماتمَّ له من حجِّـه .. وعاد منه مغفور الذنب
كالوالدان ..
***
ربِّ لك الحمد أن شرَعْـتَ لنا فريضة الحج ..
وجعلتَ لها من خلقك من يوفَّـق لها ..
وسبحانك حين تتقبَّــل حُجاجَك ..
وتباهي بهم من شرُف من مخلوقاتك ..
***
أيَــا إخوتي :
إنَّ لموسم الحجِّ لحظات وأيُّ لحظات ..
قبل قدومه يكون القلب في اشتياق ..
وبعد انتهاءه يظل الحاجُّ متعلِّــقًــا بذكراه ..
من خروجٍ لــِمـنىً مستوطنَـا للخيام ..
ونهوضٍ للسير لعرفات ليُتممَّ عظيم الأركان ..
فمبيتٌ بمزدلفة .. وكأنَّ من فيها لم يواكب
التمدُّنِ والحضارات ..
فيبيت فيها وكأنَّه لا أهل له ولا قرار ..
يفترشُ الأرض ويلتحفُ السماء ..
والذلَّ والخضوع والإنكسار حالٌّ به للواحد القهَّار ..
***
ثمَّ تأتي ساعة الإنطلاق لإكمال باقي الأركان
والواجبات ..
وماأشدَّها من لحظات .. لحظات
قد يفقد الحاجِّ فيها كل ماقام به من قُـربات
وطاعات ..!؟
فيتلبَّـسه الجدال والفسوق والرفث في الحج ..
وأمور هو منها في غِـنًى لو أحكم أمر هذه النفس ..
التي تتعايش في لحظات رخائه وشدته
وتنتابها العوارضَ فيه قاطبة
فترى من الاستعداد والتأهُّـب ماترى ..
والتسارع في الاستجابة لكل نداء .. ويحلُّ عليها كل
إعسار ..
ومن طول الانتظار الكثير والكثير ..
كما الحشر ليوم الحساب ..
ومن التنافس بين الحجَّـاج ماهو كتذكار كالتنافس
بين العُـبَّاد ..
فتزيد الهمم لبلوغ الدرجات ..
فتمـرُّ النفس في كل الأحوال متنقِّلة
وكأنَّـها في أمور الأخرة لكن .. بصورة مصغَّـرة ..!!
***
حقًّــا .. ماأعظم هذا الركـن ..
ركــنٌ تتربَّى فيه كل نفس في أيامه القلائل ..
ما قد حُـرِمته في سنواتٍ أجادب ..
فيكون للحاجِّ في أيامه هذه وقفات تفكُّـرٍ قد تحي
منه قلـبًا
بات في المفاوز والقِـفار حيْـران هائم ..
***
أيــا إخوةً قد سرتمُ للحج رِجالًا وركبانًــا ..
فلتسلُـوا الجواد الكريم أن يكتب قلوبكم في الحجيج !!
فأيُّـما نفس حجَّتْ بلا قلبٍ حـاجٍّ ..
فلْـيسلُ صاحبُـها ربًّــه أن يتقبَّـل
منه ماسلف من حُـجوج ..
فالقلب متى ماحجَّ كُـتِـب لهذه النفس الحجَّ !!
والعكس بالعكس ..
قلبٌ حاج = حـجٌ تام
***
أسأل الله تعالى أن يتقبَّـلنا فيمن عنده
ويجعل حجَّـنا مبرورًا
والسعيَ له كان مشكورًا
وأن يكتُـبنا كمن خرج من بطون الأمهات مولودًا ..
آمين ...
\
\
\
~ بنت آل علي ~
حرر في 15/ 12/ 1434ه
من شهر ذي الحِجَّة
حرر في 15/ 12/ 1434ه
من شهر ذي الحِجَّة