الصفحات

شهرٌ ينتظره فريقان

الليلة نستقبل أول الليالي .. كاستقبال عودة المسافر بفرح



والأصل أننا من سيسافر


والشهر باقٍ لايغادر ..



يامنْ رزقك الرحمن عينان



متى كانت آخر دمعة درَّت بها إحداهما دمعًا من خشية الله؟



هاهو شهر سكبِ العبرات



وتجلِّي أعمال الخيرات



وبرهان الصدقات



والإحسان إلى العباد وكل خلق الرحمن..



وانتصاب الأعْظُمَ للصلوات في القيام..


***



شهرٌ يتذكَّـر فيه المرء أناس أعزاء قد فارقوا الدنيا بآمال



وجاء من بعدهم على الأطلال يتتبع الآثار


شهرٌ لو أيقن المرء فيه عظيم الأُعطيات لتلذَّذ فيه بالمشقآت



شهرٌ ينتظره فريقان



فريق يسمو للجنان


و

فريق يسفلُ للنيران



يقول ابن القيم –رحمه الله تعالى-:



" أَنّ الرّجْلَ إذَا حَضَرَتْ لَهُ فُرْصَةُ الْقُرْبَةِ وَالطّاعَةِ 
فَالْحَزْمُ كُلّ الْحَزْمِ فِي انْتِهَازِهَا وَالْمُبَادَرَةِ إلَيْهَا وَالْعَجْزِ فِي تَأْخِيرِهَا وَالتّسْوِيفِ بِهَا وَلَا سِيّمَا إذَا لَمْ 
يَثِقْ بِقُدْرَتِهِ وَتَمَكّنِهِ مِنْ أَسْبَابِ تَحْصِيلِهَا فَإِنّ الْعَزَائِمَ 
وَالْهِمَمَ سَرِيعَةُ الِانْتِقَاضِ قَلّمَا ثَبَتَتْ وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ 
يُعَاقِبُ مَنْ فَتَحَ لَهُ بَابًا مِنْ الْخَيْرِ فَلَمْ يَنْتَهِزْهُ بِأَنْ 
يَحُولَ َبَيْنَ قَلْبِهِ وَإِرَادَتِهِ فلا يُمكّنه بعد مِن إرادته 
عُقوبةً له، فَمن لم يستجب لله ورسوله إذا دَعَاه حَالَ 
بينه وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَإِرَادَتِهِ فَلَا يُمْكِنُهُ الِاسْتِجَابَةُ بَعْدَ ذلك )


(زاد المعاد)


.....................



إن مما ينبغي للمرء ألا يزهد في قليل من الخير يأتيه



ولا في قليل من الشر أن يجتنبه ؛ فإنه لايعلم

الحسنة التي يرحمه بها.. ولا السيئة التي يُـسخط عليه بها..!!



بلْ إنَّ ... عظيم الهمَّة لايقنع بملء أوقاته بالطاعات ..!!



وإنما يفكر ألا تموت حسناته بموتـــــــــــــــــــه ..


........................



فهل أعددنا عدَّة السفر ليوم قريب منتظر؟؟


الربَّ قد هيأ لنا الفرص



وأعطانا من عظيم الحُللْ



كذكره بالحمد على أن بلغنا حلول شهرنا ونحن في أمنْ



فياالله ماأعظم رحمتك بنا أن كتبتنا من أهل شهر الفرقان والكرم



وماأعظمك وأنت تعلم عظيم الذنب منَّـا لك ..

فتستره بالحلم منك ..



بل ماأعظمك يوم أن تُـسلَّم شهرنا لنا وتعتقنا

برحمتك من عقوبتك ..


***



ربِّ أنت الله الذي لا إله غيرك



تعلم السرَّ منَّا والعلَن



وتهيء القلوب إليك توجُّـها بهداية التوفيق ياذا المنن



اللهم اجعلنا ممن وفقته للتوفيق



ولا تجعلنا ممن انتكس بعد الرَّشدْ فنال الخسارة والتنكيل..



اللهم آمين..


***

0 التعليقات:

.

.

من درر سلفنا الصالح

قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .

لمراسلتنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية