الصفحات

السفر الذي لابد له من مرافق !!



"ومن أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء،
فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده،
وليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات،
فإنهم يقطعون عليه طريقه،
فليس لهذا السالك أنفع من تلك المرافقة، وأوفق له من هذه المفارقة،
فقد قال بعض السلف: شتان بين أقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم،
وبين أقوام أحياء تموت القلوب بمخالطتهم.
فما على العبد أضر من عشائره وأبناء جنسه
فنظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم،
ومباهاتهم والسلوك أين سلكوا،
حتى لو دخلوا جحر ضب لأحب أن يدخله معهم.

[ ابن القيم/ الرسالة التبوكية ]

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

قالَ الإمام المبجَّل ابن قيِّم الجوزيَّة) ت: 751هـ)
ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ـ
في كتابه "مفتاح دار السَّعادة (1/ 83)"

"العامِل بلا علم كالسَّائر بلا دليل؛
ومعلومٌ أنَّ عطب مثل هذا أقرب مِنْ سلامته،
وأنَّ قدر سلامته اِتِّفاقًا نادرًا فهو غير محمود، بل مذموم عند العُقلاء،
وكانَ شَيْخ الإسْلام ابن تيميَّة يقولُ:
«مَنْ فارق الدَّليل ضلَّ السَّبيل؛ ولا دليل إلَّا بما جاء به الرَّسول».
قالَ الحسن رَحِمَهُ اللهُ:
«العَامِلُ على غير عِلْمٍ كالسَّالك على غير طريقٍ،
والعَامِل على غير علمٍ ما يُفسد أكثر ممَّا يُصلح،
فاطْلبوا العِلْمَ طلبًا لا تضرُّوا بالعبادة، واطْلبوا العِبادةَ طلبًا لا تضرُّوا بالعِلم،
فإنَّ قومًا طَلبوا العِبادة وتركوا العِلْمَ،
حتَّى خرجوا بأسيافهم على أمَّة محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ولو طلبوا العِلْمَ لم يدلَّهم على ما فعلوا».
والفرق بين هذا وبين ما قبله:
" أنَّ العلم مرتبته في الوجه الأوَّل مرتبة الـمُطاع المتبوع الـمُقتدى به،
المتَّبع حكمه الـمُطاع أمره، ومرتبته فيه في هذا الوجه
مرتبة الدَّليل المرشد إلى المطلوب الموصَّل إلى الغاية". اهـ.

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.



ثم لتكن في سفرك بالتَّفقه متلذِّذًا
بالتنبُّه للآتي وهو أنَّ : 

العلم فطنة ودراية أكثر منه سماعا ورواية،
وللرواية نقلها وتعلمها، وللدراية ضبطها وتفهمها.
وإن للعلم أصلا وفرعا .. وخير العلم ما ضُبِطَ أصله واستُذكِرَ فرعه.
فقَدِّمِ الأهمَّ إنَّ العلمَ جمّ، والعمر ضيفٌ زارَ ، أو طيفٌ ألمّ ..
وقد قيل :
ما من كتاب إلا ويحوي مسائل ما دونه وزيادة ..!!
فحقق مسائل ما دونه لتوفر جهدك لفهم الزيادة ...
.~.~.~.~.~.~.~.~.~.


وأنَّ ... العلم ميت ..!! وحياته التعليم
فإذا حيَّ فهو خفي ..!! وظهوره المذاكرة
فإذا ظهرَ فـهو ضعيف ..!! وقوته المناظرة
فإذا قويَ فهو عقيم ..!! وثمرته العمل
ينادي العلم أين العمل؟
فإن أجابه وإلا ارتحل ..

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.


وخير العلم ما حوضر به،
والمحاضرة: المذاكرة.
والمعنى: أنَّ خير العلم ما حصَّل الإنسان في صدره فوجده،
عند المحاضرة وكان عُدَّة له عند المذاكرة.
ويقال:
حرف في قلبك خير من ألف في كتبك.
ويقال:
لا خير في علم لا تعبر به الأودية، ولا تعمر به الأندية.
ويقال:
حفظ سطرين خير من حمل
وقرين ومذاكرة اثنين خير من هذين.
لهذا .. !!
عليك بالحفظ دون الكتب تجمعها فإن للكتب آفات تفرقها
الماء يغرقها، والنار تحرقها، والفأر يخرقها، واللص يسرقها.
لكن قد يولع المرء بالحفظ حتى يفوته تصور المعاني،
فيكون كالحمار يحمل أسفارا.
ولذلك رُوي في الخبر: همة السفهاء الرواية وهمة العلماء الدراية.
وقال ابن مسعود: كونوا للعلم وعاة ولا تكونوا له رواة،
فقد يُروى ما لا يُدرى، وُيدرى ما لا يُروى.
وحدَّث الحسن البصري –رحمه الله- :
بحديث. فقال له رجل: عمَّـن؟
فقال: وما تصنع بـــــ عمَّـن؟!!
قد نالتك عطيته وقامت عليك حجته.
وربما وثق بصدره ولم يقيد فيطرأ عليه النسيان،
ويضيع علمه ولذلك ورد في الخبر:
قيدوا العلم بالكتاب.
.~.~.~.~.~.~.~.~.~.


[منقول]
" لشحذ همم إن فترت ..
نشطت .. وإن نشطت ..
ارتقت بالحق، وللحق غاية "
.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

0 التعليقات:

.

.

من درر سلفنا الصالح

قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .

لمراسلتنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية