جاء في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال:
(من أراد خير الأولين و الآخرين فليثوِّر القرآن،
فإن فيه خير الأولين و الآخرين).
(فليثوِّر) ، أصل الكلمة و معناها لغة:
إن مادة ثار يثور ثورة، من حيث اللغة، تفيد الهياج وحدَّة الغضب؛
تقول: ثار الدخان و الغبار و غيرهما، يثور ثورًا و ثورانًا: ظهر و سطع ...
و في التنـزيل قوله تعالى:
{و أثاروا الأرض ...}.
(سورة الروم: 9)
أي قلبوها للزراعة و الحرث؛
و في الحديث - كما في الصحيحين -
جاءه رجل من أهل نجد ثائر الرأس يسأله الإيمان؛
أي منتشر شعر الرأس؛ و كل ما إستخرجته أو هجته، فقد أثرته.
و ثوَّرتُ الأمر: بحثته؛
(وثوَّر القرآن: بحث عن معانيه و عن علمه و مقاصده ...).
قال بعض أهل العلم:
(تثوير القرآن قراءته و مفاتشة العلماء في تفسيره و معانيه).
..............................
لقد آن للمسلم المعاصر - و قد بلغ الإنسان من العلم ما بلغ،
و امتلك من أدوات البحث و وسائله ما امتلك - أن يثوِّر القرآن،
ليستخرج منه معانيه الكلية، و أهدافه السامية، ليضبط بها سير وجهته،
و يحدد من خلالها وجهة مقصده؛ و هذا على مستوى الفرد،
و الأمر على مستوى الأمة آكد و أوجب.
ثم إن المسلمين اليوم، بقدر ما هم بحاجة إلى تثوير القرآن،
ليفهموا آيات الله المسطورة، فهم بحاجة أيضًا - لا تقل عن الحاجة الأولى -
إلى تثوير البصائر،
ليروا آيات الله المنشورة، ليكون ذلك تصديقًا لما هو مسطور،
و تفعيلاً لما هو مقروء؛ و ليتحقق فيهم قول الله سبحانه:
{سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم
حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}.
(سورة فصلت:53).
نسأل الله أن يجعلنا ممن:
{ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها و أهلها
و كان الله بكل شيء عليمًا}.
. (سورة الفتح: 26).
..............................
[منقول بتصرُّف]
قال الشيخ العثيمين - رحمه الله - :
لا شك أن أشرف الكلام كلام الله، وأحق ما يكون بالعناية كلام الله، وأنفع ما يكون كلام الله، ولهذا نقول: ابدأ بالتفسير قبل كل شيء، لكن هذا لا يعني ألا تقرأ غيره، لكن ركز أولاً على علم التفسير، وأنت تعلم وإخواننا الحاضرون وغيرهم أيضاً يعلمون أن القرآن مشتمل على كل شيء، ففيه العقيدة، وفيه الفقه، وفيه الآداب، وفيه كل شيء
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}.
[سورة النحل:89].
فعليك بالتفسير، احرص عليه ما استطعت.
وطريقة ذلك:
أن تفكر أنت أولاً في معنى الآية، قبل أن تراجع الكتب،
فإذا تقرر عندك شيء فارجع إلى الكتب، وذلك لأجل أن تمرِّن نفسك على معرفة
معاني كتاب الله بنفسك، ثم إن الإنسان قد يفتح الله عليه من المعاني
ما لا يجده في كتب التفسير، خصوصاً إذا ترعرع في العلم وبلغ مرتبة فيه؛
فإنه قد يفتح له من خزائن هذا القرآن الكريم ما لم يجده في غيره.
وأضرب لك مثلاً بتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
فإنه يستنبط من الآيات الكريمة أحياناً معاني لا تجدها في أي تفسير سابق... .
ولكن أحسن ما يكون للمبتدئ تفسير ابن كثير،
أو تفسير البغوي
أو تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي.
" لقاءات الباب المفتوح " ( 86 ) .
__________________
(من أراد خير الأولين و الآخرين فليثوِّر القرآن،
فإن فيه خير الأولين و الآخرين).
(فليثوِّر) ، أصل الكلمة و معناها لغة:
إن مادة ثار يثور ثورة، من حيث اللغة، تفيد الهياج وحدَّة الغضب؛
تقول: ثار الدخان و الغبار و غيرهما، يثور ثورًا و ثورانًا: ظهر و سطع ...
و في التنـزيل قوله تعالى:
{و أثاروا الأرض ...}.
(سورة الروم: 9)
أي قلبوها للزراعة و الحرث؛
و في الحديث - كما في الصحيحين -
جاءه رجل من أهل نجد ثائر الرأس يسأله الإيمان؛
أي منتشر شعر الرأس؛ و كل ما إستخرجته أو هجته، فقد أثرته.
و ثوَّرتُ الأمر: بحثته؛
(وثوَّر القرآن: بحث عن معانيه و عن علمه و مقاصده ...).
قال بعض أهل العلم:
(تثوير القرآن قراءته و مفاتشة العلماء في تفسيره و معانيه).
..............................
لقد آن للمسلم المعاصر - و قد بلغ الإنسان من العلم ما بلغ،
و امتلك من أدوات البحث و وسائله ما امتلك - أن يثوِّر القرآن،
ليستخرج منه معانيه الكلية، و أهدافه السامية، ليضبط بها سير وجهته،
و يحدد من خلالها وجهة مقصده؛ و هذا على مستوى الفرد،
و الأمر على مستوى الأمة آكد و أوجب.
ثم إن المسلمين اليوم، بقدر ما هم بحاجة إلى تثوير القرآن،
ليفهموا آيات الله المسطورة، فهم بحاجة أيضًا - لا تقل عن الحاجة الأولى -
إلى تثوير البصائر،
ليروا آيات الله المنشورة، ليكون ذلك تصديقًا لما هو مسطور،
و تفعيلاً لما هو مقروء؛ و ليتحقق فيهم قول الله سبحانه:
{سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم
حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}.
(سورة فصلت:53).
نسأل الله أن يجعلنا ممن:
{ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها و أهلها
و كان الله بكل شيء عليمًا}.
. (سورة الفتح: 26).
..............................
[منقول بتصرُّف]
قال الشيخ العثيمين - رحمه الله - :
لا شك أن أشرف الكلام كلام الله، وأحق ما يكون بالعناية كلام الله، وأنفع ما يكون كلام الله، ولهذا نقول: ابدأ بالتفسير قبل كل شيء، لكن هذا لا يعني ألا تقرأ غيره، لكن ركز أولاً على علم التفسير، وأنت تعلم وإخواننا الحاضرون وغيرهم أيضاً يعلمون أن القرآن مشتمل على كل شيء، ففيه العقيدة، وفيه الفقه، وفيه الآداب، وفيه كل شيء
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}.
[سورة النحل:89].
فعليك بالتفسير، احرص عليه ما استطعت.
وطريقة ذلك:
أن تفكر أنت أولاً في معنى الآية، قبل أن تراجع الكتب،
فإذا تقرر عندك شيء فارجع إلى الكتب، وذلك لأجل أن تمرِّن نفسك على معرفة
معاني كتاب الله بنفسك، ثم إن الإنسان قد يفتح الله عليه من المعاني
ما لا يجده في كتب التفسير، خصوصاً إذا ترعرع في العلم وبلغ مرتبة فيه؛
فإنه قد يفتح له من خزائن هذا القرآن الكريم ما لم يجده في غيره.
وأضرب لك مثلاً بتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
فإنه يستنبط من الآيات الكريمة أحياناً معاني لا تجدها في أي تفسير سابق... .
ولكن أحسن ما يكون للمبتدئ تفسير ابن كثير،
أو تفسير البغوي
أو تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي.
" لقاءات الباب المفتوح " ( 86 ) .
__________________