الصفحات

هو فراق صعبٌ حقا.. لكن على من؟

إن فراق شهر رمضان المبارك لمن أصعب الأمور
على النفس المؤمنة، ولولا أن هذا الشهر
يعود ويتكرر لانصدعت له قلوبهم صدعاً لا يلأم، 
ولكن عزاءهم أنه فراق بعد لقاء. إن شاء الله.

فهنا ثمة أمران مهمان قبل فراق الشهــــــر:

الأول:
حزن على فراق تلك النفحات الربانية التي لا تتجلى
إلا في هذا الشهر المبارك. مع همة جادة في الطاعة، 
والإقبال على المولى سبحانه بأنواع من القربات
و العبادات قلما تجتمع في غيره.

الثاني: 
خوف من عدم قبول تلك الأعمال التي جدوا فيها
وشمروا لها سواعدهم، يدفعه أمل في المولى الكريم
أن يقبل منهم ما قدموه من قليل خدمتهم في مقابل
كثير نعمه التي أنعم بها عليهم..

وَدَعْـنَا نقف بعض الوقفات ونحن نودع هذا الشهر المبارك
عسى الله أن ينفع بها وأن يجعلها لي ولك 
ذخراً في صالح أعمالنا إنه سميع قريب.

*****

تذكَّر قبل أن تودِّع الشهر:


* تذكر أن سلفنا الصالح عليهم من الله أزكى الرحمات 
قد جعلوا شهورهم كلها رمضان؛ فما كان 
دخوله يزيدهم طاعة، وما كان خروجه ينقصهم إحساناً،

فهل نعقد العزم على أن نحول السنة كلها إلى رمضان؟


* تذكر أننا قد اعتدنا في هذا الشهر الكريم على الكثير من الخير، وكففنا عن كثير من الشر، ترى!!

هل سنستمر على ما اعتدنا عليه من محافظة على صلاة الجماعة؟

- خصوصاً صلاة الفجر وملازمة لكتاب الله؟

قال الله تعالى{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}

[محمد:17]

؛ فإن كـنَّا قد اهتدينا فسيزيدنا الله هدى..

* تذكر يا من عرفت الله في رمضان أن رب رمضان هو رب رجب وشعبان. فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد آذن بالرحيل.

ومن كان يعبد الله فإن الله دائم لا يحول.


* تذكر أنك قد عاهدت ربك في هذا الشهر العظيم على التزام الطاعة. والإقلاع عن المعصية..

* وتذكر أن شهر رمضان وإن كان فرصة للعبادة والتقرب إلى المولى سبحانه. فإن فرصة العبادة باقية لم تنته بعد.


فلئن كان الصيام من أخص خصائص هذا الشهر إلا أن الصيام
سوف يبقي محبوباً مطلوباً في سائر شهور العام.
كصيام الإثنين والخميس من كل أسبوع وصيام ثلاثة أيام 
من كل شهر، وصوم أيام العشر. وشهر الله المحرم، و.....

فأين أنت من هذا؟

** ولئن ذهبت مع رمضان صلاة التراويح لكن الصلاة
على الدوام صلة وشيجة بين العبد وربه لا يفنيها انقضاء شهر
أو مرور دهر. ولن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة 
وحط عنك بها خطيئة. بل صلاة الليل هي شعار المتقين،

ودأب الصالحين

{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}

[الإسراء:79]..

***

:: همســــــــــــــــــــــــة ::

هذه بساتين الجنان قد تزينت ..
هذه نفحات الرحمن قد تنزّلت ..
فحري بالغافل أن يعاجل ، وجدير بالمقصر أن يشمِّر
وإن الجياد الأصيلة إذا قاربت الوصول جدت المسير .

****
نسأله تعالى أن لايحرمنا من واسع فضله سبحانه

م/ن

"بتصرف "

\

\



0 التعليقات:

.

.

من درر سلفنا الصالح

قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .

لمراسلتنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية