***
في كل صباح يقف عند كشكه الصغير
ليلقي عليه"محمد" تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة
ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع
على تلك التحية.
ليلقي عليه"محمد" تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة
ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع
على تلك التحية.
وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص
آخراسمه "صالح" يأخذ صحيفته المفضلة
ويدفع ثمنها ولكن "محمد" لا
يسمع صوتا لذلك الرجل.
آخراسمه "صالح" يأخذ صحيفته المفضلة
ويدفع ثمنها ولكن "محمد" لا
يسمع صوتا لذلك الرجل.
وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين
كلٌ يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه،
وظن "محمد" أن الشخص الآخر"صالح"
أبكم لا يتكلم.
كلٌ يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه،
وظن "محمد" أن الشخص الآخر"صالح"
أبكم لا يتكلم.
إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم "صالح"
يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا:
يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا:
لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟
فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية..
وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية؟
وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية؟
فقال"محمد": وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟
فقال" صالح": وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟
فقال "محمد": لا.
قال"صالح": إذن لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟
فسأله "محمد": وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟
فقال"صالح": أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب،
وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية.
فقال "محمد": إذن هو برأيك قليل الأدب؟
قال"صالح": نعم.
قال "محمد":
.......................
............................
..............!!
.......................
............................
..............!!
***
كل واحد منَّـــــــــا إخوتي وأخواتي
يضع نفسه مكان"محمد"
وليعطنا الرد...::
(م/ن)
\
\
يضع نفسه مكان"محمد"
وليعطنا الرد...::
(م/ن)
\
\
إليكــــــــم الرد من "محمد":
قال لـ/ "صالح":
هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟
فسكت الرجل لهول الصدمة.. ورد بعد طول تأمل:
ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.
فأعاد "محمد" سؤاله:
هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟
ثم عقب قائلاً:.. أياً كان الدافع الذي يكمن
وراء عدم رده لتحيتنا فإن
مايجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا.
مايجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا.
ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه
لتمكن هو مني
وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب، وسيكون صاحب السلوك الخاطئ
هو الأقوى وهو المسيطر، وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ.
وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب، وسيكون صاحب السلوك الخاطئ
هو الأقوى وهو المسيطر، وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ.
ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من
ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن به وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق.
ثم أردف قائلاً: ألست معي بأن السلوك الخاطئ
يشبه أحيانا السم أو النار؟
فإن ألقينا على السم سماً زاد أذاه وإن زدنا النار
ناراً أو حطباً زدناها اشتعالا.
صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على
استقلال كل منا، ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو
لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح
سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين
الصواب والخطأ.
ولمعرفة الصواب..
تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك
الجبال حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟
فقال: لا.. إني أطمع أن يخرج الله من أصلابهم من
يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة
والسلام أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ!
مع أنه بشر.. يتألم كما يتألم البشر، ويحزن
ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر.
ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة
من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب مهما كان
سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا.
ويبقى السؤال قائماً:
حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة
أدبهم أم نعلمهم الأدب؟
\
\
دمتم لحسن الأخلاق أقوم..
\
\
حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة
أدبهم أم نعلمهم الأدب؟
\
\
دمتم لحسن الأخلاق أقوم..
\
\
0 التعليقات:
إرسال تعليق